اغضب

إغضب… إغضب كي لا تكون هناك هدنة..

اغضب لأجل زهور الياسمين المنتحرة

لأجل أوراق الصفصاف

لبيوت اللبن القديم

لأجل ملاين المشردين من بلدك

لأجل أخوتك في البقعة

لأجل المنبوذين في مخيم اليرموك

لأجل المضطهدين في الجنوب

لأجل أطفال الحجارة

هل ما زلت تذكر ملمس الحجارة..؟

اغضب.. كي لا تكون هناك فُرقة..

اغضب بكل ما أوتيت من حجارة..

بورق الزيتون و خضرته اغضب..

بكتبك المقدسة.. بقباب مساجدك و أجراس كنائسك..

بألف باء.. اغضب

اغضب كي لا يغضب عليك وطنك..

اعشق جميع أحجار مدينتك القديمة..

و عدهم كل صباح..

و حذار أن تنسى حتى و لو حجرا

و تأكد أنهم نيام قبل أن تنام أنت.. و لم ينقص منهم حجر

فحجارة مدينتك (يا ولدي) ككتابك المقدس..

لكن اذا ضاع حجر.. اغضب

و ابحث عنه في كل أرجاء المعمورة

في منزل أخيك الخائن

في دور العهر من حولك

و لا تخجل اذا مت و أنت تبحث

فوحدها الحجارة تعشقك عندما تغضب

اعشق كل ما حولك من فلسطسن..

تقرب من خشب الصفصاق.. و غازله

و اياك أن تنسى أطباق المطبخ النحاسية..

و اعشق لون حبات الزيتون..

الأسود منها قبل الأخضر

و لا تنسى.. كيف تغضب حينما تعشق

اغضب.. تغضب لأجلك الدنيا..

اغضب و فجر ينبوع ثورتك..

و اخرج من المنزل مسرعا.. نحو حريتك..

و لا تنظر للوراء..

و اترك قلبك قنديل محبة خلفك..

و اعلم أنك لن تعود يوما..

الا و مفتاح مدينتك في جيبك..

اغضب..

فلا كرامة لوطن اذا أمن لم تغضب..

اغضب.. تغضب لأجلك الحجارة..