ها هي عبير قد أفاقت و سريرها تملأه دماء سترافقها عشرات السنين.. أعوام تسعة مضت كانت كافية لأن تقوم أمها بتجهيزها عروس يتزوجها كل من في المنزل من ذكور.. و كانت تلك الثلاجة العتيقة في مطبخ تحرسه الأموات منذ عصور الولاية و التي تحقظ لها واجباتها المقدسة أول شيئ استدعى عبير النهوض من أجله.
تقف عبير مذهولة من شدة الكلمات و من قذارة أنوثتها التي لم تنتقيها يوما، بل قيل لها أنها أتت مشيئة من ذلك الخارق الذي يعيش في السماء.. فتصمت عبير و تقرأ الشريعة المعلقة على الثلاجة..
في منزل عبير يعيش رجل أقرب الى الاله، لا بل في أغلب الأحيان هو أقوى و أكبر و أعظم و أجل و الى آخر أسماء الله الحسنى. هذا رجل تحيى الصقور على شاربيه و حواجبه قلما تنكمش أو تتمدد، هذا رجل ورث العرش بصلبه الجبار و كتب على كتفيه عبارات الشريعة و نصب ابنه الذكر مسيحا جديد.. هو رجل نلقبه برب المنزل و ان جاز التعبير.. فما أكثر الأرباب في منازلنا و في تاريخنا المعلب، لكن و بالرغم من كثرتهم، فعبادهمأكثر..