“نحن نستنبط من الماضي ما نصمم في الحاضر كي يستمر للمستقبل”. م. راسم بدران
الرابع والعشرين من نيسان لعام 2013 للميلادية والموافق الرابع عشر من جمادى الاَخر لعام 1434 للهجرة .. تذكروا هذا التاريخ جيداً .زملائي لأنكم ستخبرون أبناءكم أنه في مثل هذا اليوم سقطت مئذنة الألف عام في المسجد الأموي في حلب.
في الوقت ذاته الذي كنا جميعاً نسبر أغوار العصر الالكتروني في حواسيبنا كانت هذه المئذنة تدك إلى قرارها. لا أعلم أين نحن عندما ندعي أننا نستنبط من الماضي ما نصمم في الحاضر كي يستمر للمستقبل. لكنني أعلم أننا لن نقوى على مواجهة المستقبل إذا كان ماضينا مجرد ذكريات عابره في صور فوتوغرافية ميتة.
أعلم أنه لا حول ولا قوة إلا بالله مما يجري في سوريا وجميعنا مستاء وبالكاد نستطيع فعل شئ .. وأنا لا أطالب أحدكم فعل شئ غير توثيق هذا التاريخ في مكان في ذاكرتكم الحية لأن الذي لا يعلم مدى أهمية هذه المئذنة الثقافية والحضارية والمعمارية والإنشائية والدينية قد يعلم الاَن ان تاريخ ألف عام من الحضارات التي مرت على هذه المئذنة سيتذكرها ويتذكر أن واحداً من معالم الإرث الحضاري الإنساني كان هنا في يوم من الأيام.
قد لا يعود الخليفة الأموي سليمان بن عبدالملك أو الوليد ين عبدالملك ليبني المسجد الأموي من جديد أو يعود الأمير محمود بن مرداس ويبني المئذنة من جديد، وقد لاتعود حلب كما كانت مهداً للحضارات وحاضنة للثقافة… لكنني أتمنى أن تبقى في ذاكرتنا الحية عنوان حضارة. أعتذر منكم إذا استرقت لحظة بسمة صباحية ألا أنني حزين والحزن كما هو الفرح … لنا وعلينا جميعاً.
ملاحظة: هذا لا يقلل من مدى حزننا على كل من يقتل في سوريا.. إلا أنها حادثة تستحق الوقوف عندها..